أصبحت تشعرين بالملل والضيق من كثرة إلحاح والديك عليك بضرورة أن تزيدي من معدل مذاكرتك ومتابعتك لدراستك، وأصبحت شكاوى والدك من إضاعتك للوقت وعدم تركيزك في الجوانب الدراسية تمثل لك هاجساً مزعجاً، وتريدين أن تعرفي كيفية الوصول إلى حالة تساعدك على أن تذاكرين وقتاً كاملاً بصورة ناجحة وبدون أن تشغلك الشواغل أو تتراجعي عن الإستمرار في التركيز.ترتيب جدول أعمال مذاكرتك يومياً هو أمر شديد الأهمية، لأنك لو بدأتي مذاكرتك بعد عودتك من المدرسة أو الجامعة بدون أن يكون لديك جدول أعمال محدد ستجدين الوقت يهدر وطاقتك تضيع بدون فائدة، لكن في ظل وضع جدول أعمال تحددين خلاله الأمور التي تريدين إنجازها في مذاكرتك ولن تمر الساعات بشكل يجعلك تخفقين في تحقيق أي هدف في نهاية اليوم.
لابد أن تختاري الوقت الذي تتناولين فيه طعامك بحيث لا يؤثر ذلك على قدرتك وإستعدادك الجسدي للتركيز في المذاكرة، لأن تناول الطعام في بداية اليوم سيؤدي إلى حالة من الخمول والكسل ويفقدك الحماس الذي تحتاجين إليه بشدة لتنجحي في إتمام كل المذاكرة الملقاة على عاتقك في هذا اليوم وفق الجدول الذي وضعتيه لنفسك.
لا تدعي أي أمر يشغلك مهما كان محبباً إلى نفسك طالما أنك لم تنجزي جدولك اليومي من المذاكرة، فلو حضر أقارب أو معارف إلى المنزل في زيارة وكنت لازلت لم تحققي ما وضعتيه لنفسك من أهداف يومية في المذاكرة، فاعتبر أن أحداً لم يصل إلى المنزل وحافظي على وجودك داخل غرفتك لتكملي ما بدأتيه من مذاكرة، وحتى إن اتصلت بك إحدى صديقاتك لتحدثك في أمر معين أو تريد أن تحكي معك في أي موضوع فإعتذري لها بأدب وهدوء حتى تعودي لإنجاز ما عليك من واجبات في مذاكرتك.
ضعي لنفسك بعض المكافأت حتى تحفزي نفسك على تحمل صعوبة المذاكرة وضغوطها، فيمكنك أن تقرري أن بعد كل ساعة كاملة متصلة من المذاكرة يمكنك أن تتناولي بعض الحلوى أو ما شابه، ويمكنك أن تحددي لنفسك مكافأة في نهاية يوم كامل ناجح من المذاكرة كأن تتابعي أحد أفلام الكرتون الإسلامية على سبيل المثال.
اطلبي من والدتك ألا تسمح لإخوتك الصغار بتعطيلك أو إثارة الفوضى والضوضاء في المنزل، لكن حتى تضمني أن والدتك ستأخذ هذا الطلب على محمل الجد بالفعل لابد أن تثبتي لها في البداية أنك جادة وحريصة على أن تذاكري بكل تركيز، وهذا قد يستلزم منك عدة أيام تتحملين فيها ضغوط إخوتك.
لابد أن يكون نجاحك في إنجاز مذاكرتك خلال يوم كامل وتحقيق أهدافك المرسومة في جدول أعمالك اليومي دافعاً لك لكي تستمري في ذلك خلال الأيام التالية، وألا تقعي في فخ الرضا عن النفس والرجوع إلى حالة الكسل والغفلة والتفلت من الاستغراق في المذاكرة.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.
